11 Views· 04/08/24· Islamic Teachings
ماذا خسر العالَم بانحطاط المسلمين - كن عزيزاً بإسلامك [3]
نحن موظفون بأجرة: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)
مهمتنا محددة: (كنتم خير أمة أخرجت للناس)..( الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ)..
مهمتنا أن نزيل العوائق في طريق الدعوة ونصنع أجواء نقية للبشرية فلا تعاني البشرية من ظلم بعضها بعضاً، ولا تنشأُ الأجيال على أشكال من الانحراف الفطري والتضليل الإعلامي وشغل الناس بقوت يومها والاستعباد لحيتان الرأسمالية. بل نصنع أجواء نقية ونقيم العدل في الأرض (حتى لا تكون فتنة)...حتى لا يفتن الناس عن فطرتهم ولا يفتنوا بالتضليل عن الحق وبتزيين الباطل ولا يفتنوا بالإجبار على الباطل.
نصنع هذه الأجواء ليختار الناس بعد ذلك عن بينة...(ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة) ويتبين الرشد من الغي بعيدا عن تضليل المضللين: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي).
ما علاقة هذا كله بالمثل الذي ذكرناه في البداية ؟
الإيمان حياة والكفر موت. وقد ضرب الله المثل لمن آمن بعد كفر: (أفمن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس).
عندما تخلينا عن مهمتنا في إنقاذ البشرية خسرنا وخسر العالم كثيرا. تقدم العالم في الاختراعات وانحط إلى الدركات السفلى روحاً وأخلاقاً ولا يزال ينحط بتسارع. تعال نرى نماذج لتحس بالمسؤولية.
لما يكون 99% من ثروات الأرض التي خلقها الله للناس بيد أقل من 1% من الأغنياء، وثروة 26 شخصاً تعادل ما يملكه نصف سكان الأرض. بينما يموت الآلاف يومياً جوعاً ومرضاً وفقراً وبرداً وحراً وتشريداً...ويعاني نصف سكان الأرض ليحصلوا قوت يومهم. ونحن المستأمنون على كتاب الله القائل: (كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم)...تعلم حينها حاجة ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
-لما تقام حروب عمداً ليستفيد منها حيتان الرأسمالية وشركات الأسلحة والنفط والبنوك وشركات إعادة الإعمار وتُغرق الدول عمداً بالديون وتفتعل فيها الصراعات الداخلية والمجازر بتنسيق بين الدول العظمى والبنك الدولي لتبقى مستعبدة كما في كتاب ما الذي يريده العم سام بالفعل لنعوم تشاومسكي،
لما يتم تعذيب وتحريق وسجن واغتصاب وإذلال المستضعفين من البشرية من المسلمين وغيرهم وسرقة ممتلكاتهم وإفقارهم وتشريدهم تحت رعاية النظام الدولي وعلى أيدي أذنابه المسلطين على الشعوب...والآن، الآن، ملايين عبر العالم يعانون أشد المعاناة في السجون والمعتقلات. ودول عظمى تجري دراسات على الأساليب الفعالة للتعذيب وتدمير نفسية المعتقلين كما في كتاب عقيدة الصدمة أيضاً.
لما يكون عامة الشباب والفتيات ضائعين تائهين يعانون الأمراض النفسية وفقدان الهدف ويتفشى الانتحار ويُفقد الأمل حتى يُقدِم البعض على حرق نفسه... وحتى تقول منظمة الصحة العالمية أن 800 ألف إنسان يقدمون على الانتحار كل عام وأن الانتحار ثالث سبب للوفاة في الشباب فئة 15-19 سنة
- لما يتحول البشر إلى أرقام برصيد رقمي، كما في الصين. كاميرات مراقبة في كل مكان، ورصيد ينقص بمقدار مخالفتك لتعليمات الدولة المستعبِدة، بحيث تفرض قيود على حركة المخالف وسفره بل وحتى إنجابه...تعرف حاجة البشرية لك كمسلم.
لما تعاني المرأة من الاغتصاب والتحرش في كل مكان، وتعاني من الاستغلال الجنسي في الوظيفة، ومن التسليع (objectification) وفرض كيف تلبس وتغري الزبائن ليسفيد أصحاب العمل كما فصلنا في حلقة (تحرير المرأة الغربية) وتتعرض للضرب والإهانة كما في حلقة (ضرب المرأة)...وتصبح ألعوبة بأيدي المجرمين، بينما في أيدينا كتاب يجعلها مكرمة محفوظة مصونة يقوم الرجل عليها (الرجال قوامون على النساء)...تعلم ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
وأهم من هذا كله: لما يكون أكثر البشرية يعبدون البشر والحجر والبقر والفئران
ويعبدون أهواءهم، ويُذلون ويموتون من أجل حيتان الرأسمالية وطواغيت الحكم، يعيش أحدهم ستين وسبعين سنة لا يعمل لما خُلق من أجله لحظة واحدة: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
ونحن نعلم أن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة...تعلم حينئذ ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين.
وتعلم معنى قول الله تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض).
0 Comments