watermark logo

6 Views· 04/08/24· Islamic Teachings

تنبيه على سوء توظيف لكلمتي (غير المسلمين: هل كلهم في النار؟ )


eyadqunaibi
10 Subscribers

السلام عليكم. أيها الكرام نبهني أحد الإخوة على سوء استخدامٍ لكلمة نشرتها سابقا بعنوان: غير المسلمين، هل كلهم في النار؟ فأحببت أن أنبه حتى لا يساء توظيف الكلمة.
ما القصة ابتداء؟
القصة أن أحدهم نشر مقطعاً بعنوان (محدش حيدخل الجنة). لم أحضرها
فالوقت ضيق، وبما أني لم أشاهد المقطع المذكور فلن أحكم على ما فيه. لكن المهم في الموضوع أن بعض الناس فهم من هذا المقطع أن عامة غير المسلمين في العالم اليوم معذورون لأن الإسلام وصل إليهم مشوها ولأن المسلمين ليسوا سفراء جيدين في تمثيل الإسلام.
بعض الإخوة ردوا عليهم أن كلامكم باطل، كيف معذورون؟ فقالوا لهم: بلى، وها هو الدكتور إياد يقول كلاماً مشابهاً في كلمة (غير المسلمين، هل كلهم في النار).
هنا مربط الفرس..لست هنا لأعيد مناقشة موضوع غير المسلمين ومصيرهم، ولا لأناقش الكلمة التي أثارت الجدل مؤخراً، ولكن لأقول لمن يسيء فهم كلامي: (لأ..لا تستشهد بكلامي على مفهوم باطل لو سمحت).
أنا في كلمة (غير المسلمين، هل كلهم في النار) ذكرت أقوال الإمام الغزالي وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهم الله فيمن قامت عليهم الحجة الرسالية ومن لم تقم عليهم.
الغزالي تكلم عن ثلاثة أصناف. قال:
(1. صنف: لم يبلغهم اسم محمد أصلا فهم معذورون.
2. وصنف: بلغهم اسمه ونعته، وما ظهر عليه من المعجزات، وهم المجاورون لبلاد الإسلام، والمخالطون لهم، وهم الكفار الملحدون.
قال:
3. وصنف ثالث بين الدرجتين، بلغهم اسم محمد ولم يبلغهم نعته وصفته، بل سمعوا أيضا منذ الصبا أن كذابا ملبسا اسمه محمد ادعى النبوة... فهؤلاء عندي في معنى الصنف الأول، فإنهم مع أنهم سمعوا اسمه، سمعوا ضد أوصافه، وهذا لا يحرك داعية النظر).
يعني سمعوا باسم محمد صلى الله عليه وسلم وأنه قال عن نفسه أنه نبي. لكن ما سمعوه عن النبي بعد ذلك لا يحركهم ولا يحثهم لينظروا في أمره ويتحققوا من صحة دعوته.
الآن كثير من الناس يتحمس ويقول لك: خلص، عامة الأمم من غير المسلمين اليوم هم من هذا الصنف الثالث، الذين وصلتهم دعوة الإسلام مشوهة.
لا، خذوا بالكم! ليس هناك نبي إلا شوهت دعوته وعودي، كما قال ورقة بن نوفل لنبينا صلى الله عليه وسلم: (لم يأتِ رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي).
ومن أكثر وسائل المعاداة في كل زمان: التشويه والافتراء ومحاولة إسقاط الشخصية.
فليس كل من وصلته دعوة الإسلام مشوهة يعتبر معذوراً. بل هناك حدٌّ أدنى من دعوة الإسلام، إذا وصل شخصاً فإن عليه أن يتحرى ويسأل و ليعرف الحق من الباطل.
هنا يجدر بنا أن نسأل السؤال المحدد: ما هو الحد الأدنى من دعوة الإسلام الذي إذا وصل شخصاً قامت عليه الحجة حتى لو كانت مختلطة بالكثير من التشويه؟ قامت الحجة بحيث لا يُعذر الشخص...ما هو الحد الذي أشار إليه الإمام الغزالي بتعبير: (يحرك داعية النظر)؟
الذي يظهر من كلام أهل العلم والله أعلم أن الحد الأدنى الذي تقوم به الحجة هو مضامين الشهادتين وسورة الإخلاص:
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
أن محمداً صلى الله عليه وسلم يدعو إلى توحيد الله تعالى وينهى عن الشرك.
سورة الإخلاص:
(قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفوا أحد (4) )
فسورة الإخلاص تصف الله تعالى بأوصاف الكمال المطلق، وهذا يوافق فطرة الناس وتخرج الأديان الأخرى كلها التي وصفته سبحانه بأوصاف باطلة تصادم الفطرة...
االله أحد، ليس معه آلهة وكل المعبودات من دونه باطلة..لم يلد ولم يولد، بخلاف قول النصارى، ولم يكن له كفوا أحداً، وهذا يخرج اليهود أيضاً، الذين يوصف الله تعالى في كتابهم بما لا يليق بكماله من أنه صارع يعقوب وأنه نام واستراح وما إلى ذلك. تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
من بلغه أن الإسلام يدعو إلى توحيد الله ويصفه بالكمال المطلق وينهى عن الشرك فقد قامت عليه الحجة. طيب بلغه بعد ذلك أن الإسلام دين الإرهاب وأنه وأنه وشوهوا له سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؟
عليه هو أن يبحث ويتحرى، خاصة في هذا الزمان الذي تستطيع فيه أن تستخرج معلومات مفصلة من جهاز الموبايل الذي بجيبك وأنت مسترخٍ على كرسيك.
قد يقول قائل: (لكن إذا كل واحد مطلوب منه أن يتحرى عن كل شخص ادعى أنه نبي فمش حيخلص).

هذا نقول له: دعوة الإسلام ليست كأية دعوة. بل إن الله جعل في النفس فطرة تنجذب للتوحيد كما في آية الميثاق. قال الله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ( 172 ) أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون ( 173 ) وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون ( 174 ) ).
هناك فطرة ستنجذب عندما يسمع هؤلاء دعوة التوحيد، حتى وإن هودهم آباؤهم أو نصروهم أو مجسوهم...هناك فطرة تشعرهم بأن ما هم عليه باطل...فلا تقولوا: (إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم)....
فالذي يصله أن الإسلام يدعو إلى توحيد الله ويصفه باوصاف الكمال، هذا قامت الحجة عليه وإن شوه الإسلام له، فإن المقدار الذي بلغه عن الإسلام كان يحب أن يحركه للبحث والتحقق، فهو يسد فجوة روحية فطرية كبيرة لديه.
الآن مع انتشار المسلمين في كل بلاد الدنيا وسهولة الحصول على معلومات مفصلة عنه ووجود ترجمات لمعاني القرآن بكل اللغات، يصبح من الباطل أن نقول أن عامة الناس معذورون لوجود التشويه الإعلامي أو سوء التصرف من كثير من المسلمين.
كذلك يا كرام، في كلمة (غير المسلمين، هل كلهم في النار؟) ذكرنا النقل عن ابن القيم في حق يعني الإنسان المعرِض الذي لا يهمه أن يتعرف على خالقه ولا أن يعبده ولا أن يعرف الدين الحق من الباطل، يعني لا سائل في الإسلام ولا في غير الإسلام، وإنما يعيش لشهواته..وأن هذا من كفر الإعراض، وهذا حال كثيرين اليوم. كل أمر الدين لا يهمه. هؤلاء القول بأنهم معذورون قول باطل.

Show more

Up next


0 Comments