سأله من مطالب الدنيا ما هو من شهواته, وليس له في الآخرة من نصيب, لرغبته عنها, وقصر همته على الدنيا، ومنهم من يدعو الله لمصلحة الدارين, ويفتقر إليه في مهمات دينه ودنياه، وكل من هؤلاء وهؤلاء, لهم نصيب من كسبهم وعملهم, وسيجازيهم تعالى على حسب أعمالهم, وهماتهم ونياتهم, جزاء دائرا بين العدل والفضل, يحمد عليه أكمل حمد وأتمه، وفي هذه الآية دليل على أن الله يجيب دعوة كل داع, مسلما أو كافرا, أو فاسقا، ولكن ليست إجابته دعاء من دعاه, دليلا على محبته له وقربه منه, إلا في مطالب الآخرة ومهمات الدين.
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ: سبحانه في علوه و ارتفاعه في ذاته و صفاته, ارتفع على عرشه و سما فوق خلقه, يلقي الوحي لتحيا به القلوب و يخرج الخلق من ظلمات الشرك و الجاهلية إلى نور الرسالة و التوحيد. ينزل الوحي على رسله لينذروا العباد و يخبروهم عن يوم التناد, يوم يقوم الجميع بارزون لله لا يخفى عليه منهم شي